مرجعية الموروث الشعري في شعر ابي إسحاق الغزي
الملخص
لقد حظي التراث الادبي وتوظيفه في الشعر باهتمام الشعراء، ووظفوه في نصوصهم الأدبية، إذ يعد هذا التوظيف من أقدم الظواهر في الادب العربي، أن استيحاء هذا الموروث في النصوص عن طريق تداخل نصوصهم مع النصوص السابقة، ولم يغفل أي شاعر عن أهمية هذا التوظيف. فقد حدد النُقاد القُدامى إن ثقافة الشاعر الخاصة تتمثل في ضرورة الاخذ من القدماء، ويعد هذا الاخذ المرجع الذي يستقي منه الشاعر مادته وفكرته، وكذلك لإيضاح المعنى ودلالته، فالادب العربي القديم مادة ثرية وزاخرة بالإيحاءات والإشارات التي تعطي النصوص الأدبية تنافساً نحو التميز والابداع، لذلك أتخذ الشعراء من الموروث الشعري المنهل الذي ينهلون منه، ويتفيؤون في ظلاله متخذين منه صورهم التي وظفوها في اشعارهم وقصائدهم حتى أصبح توظيف الموروث مظهراً بارزاً من مظاهر بناء القصيدة العربية، أن توظيف الشاعر للموروث الشعري يكشف عن مدى اطلاعه على النصوص التراثية، وإعجابه بكثير من اعلامها، ومن ثم يتكون لديه النص الذي يغرف من الماضي المخزون في ذاكرته، ويُضيف اليها من إبداع الحاضر المُتجدد، فتوظيفه للتراث يساعده على إغناء تجربته بالأدوات التي يملكها، تسعى الدراسة الى التطرق الى موضوع مهم في الادب العربي هو مرجعية النصوص الشعرية، الذي يعد مظهراً من مظاهر انفتاح الشاعر على عوالم مختلفة من النصوص، وكيف استدعى الغزي هذه النصوص في خطابه الشعري، من الفاظ، ومعانٍ، ودلالات