اثر أثر العقيدة في ترسيخ التمكين عند المسلمين
الملخص
ان من غير خافٍ علينا كثرة الدعوات الملحة من علماء الإسلام وقيادات المسلمين المخلصة لدينها وأمتها إلى وحدة المجتمعات الإسلامية ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، تلبية للدعوة الإلهية الكريمة في الاعتصام بحبل الله جميعا وأخذا بأعظم أسباب القوة والمنعة والعزة والتمكين، ولم تثمر هذه الدعوات المتكررة سوى تجمعات صورية وروابط شكلية ليس لها أثر يكافئ التحديات، وكان من أعظم أسباب قصور هذا الأثر غيبة الفهم الصحيح لأساس التجمع الإسلامي، وعدم التوافق على تصورٍ أصيلٍ واضحٍ للوحدة الإسلامية، ، ولا يرون فيه سوى فرصة لمكاسب سياسية أو اقتصادية أو أمنية، مع التغييب شبه التام للأساس الأول لهذا التجمع، ألا وهو الأساس العقدي، بل أصبح من المعتمد المسلم به في المؤتمرات والاجتماعات الإسلامية العالمية تهميش هذا الأساس، وتجاهل صيانته من أخطار الجهل والاختلاف والتحريف، أما اعتبارها فريضة إلهية وضرورة قصوى تستوجب تسخير الطاقات كافة لتغذيتها وتنميتها وصيانتها والالتفاف حولها وإزالة العوائق أمامها فأبعد ما يكون عن الاهتمامات الجدية لهذه القيادات، خصوصا وهي ترزح تحت وطأة الضغوط الدولية ومتطلبات العولمة بكل أبعادها وأشكالها السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يصور للكثيرين مقاومة هذه الضغوط والصمود أمام تحديات العولمة ضربا من الانتحار السياسي والعزلة الثقافية والدمار الاقتصادي.