مرويات مرويات الفكر الغيبي في مصر المملوكية
الملخص
التنبؤ بالأمور الغيبية ظاهرة: مؤثرة، واكبت مسيرة الإنسان في بلاد وادي النيل شأنه في ذلك شأن البلدان الأخرى في العالم، إلا أنه ومع مرور الزمن اصطدم بالأديان السماوية التي جعلته مقتصرا على الأنبياء ومن اختارهم الله وعلى الرغم مما تقدم يتضح – وعن طريق دراستنا -ان ممارسة التنبؤ لم تتوقف في مصر مع مرور الوقت، الا اننا نراها قد استمرت حتى العصر المملوكي، بل وامتدت حتى وقتنا الحاضر، ويبدو: ان سبب استمرار ممارسة التنبؤ والذي يقع في اطار معتقدات الإنسان، له دوافع عدة، منها: محاولته سد الفراغ الحاصل لدى البشر في فهم غوامض مكنونات الطبيعة التي تواجهه، فهو يعتقد أن التنبؤ قد يمكنه من فرض سيطرته على بعض ظواهر الطبيعة، وتسخيرها لمصلحته من خلال تعامله مع قوى خفية آمن واعتقد بوجودها من غير الظواهر المرئية له، وعلى الرغم من ذلك. فقد انحسر وتراجع قبالة تقدم العلم وروح العصر بيد انه خلف تاريخياً طويلاً حافلاً ومثيراً.